المملكة المتحدة ترحب بوقف إطلاق النار في جنوب سورية، وتحث كل الأطراف على الالتزام به: كلمة المملكة المتحدة أمام مجلس الأمن
كلمة عضو البرلمان هيمش فولكنر، وزير شؤون الشرق الأوسط، أمام جلسة مجلس الأمن بشأن سورية.

نُعرب عن الشكر للمبعوث الخاص، بيدرسِون، والسيدة ووسورنو على الإحاطة المقدمة.
تؤكد إحاطتكما اليوم بآخر المستجدات مدى هشاشة الوضع في سورية.
يتعين علينا معا مواصلة التركيز على حماية المدنيين، ودعم السلام، وإيصال المساعدات إلى مَن هم بحاجة إليها.
أريد اليوم أن أطرح ثلاث نقاط.
أولا، ترحب المملكة المتحدة بوقف إطلاق النار في جنوب سورية. إنه هش، لكنه صامد.
ونشكر الولايات المتحدة على كل العمل الشاق، والشركاء في المنطقة على جهودهم للوساطة لوقف إطلاق النار.
ونحث جميع الأطراف على الالتزام به.
كما نرحب باستئناف الحوار بين سورية وإسرائيل.
فاستمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية ليس في مصلحة أحد، وهو يهدد بانحدار سورية نحو أعماق أكبر من عدم الاستقرار. علينا أن نتجنب ذلك، وقد حان الوقت الآن لإعادة بناء الثقة.
إن المملكة المتحدة قلقة بشأن انتشار المعلومات المضللة والخاطئة، وهو ما يؤجج الانقسام والخوف.
وتحتاج مختلف أطياف المجتمعات السورية إلى مساحة للتكلم بصدق مع بعضها بعضا.
وتجب مساءلة أولئك الذين يزرعون بذور الانقسام.
فلا يمكن تجاهل ما حدث من عنف في المنطقة الساحلية في مارس.
ونرحب بعرض الاستنتاجات مؤخرا التي خلصت إليها اللجنة المؤلَّفة للتحقيق في العنف.
ومن الضروري إبراز كيفية محاسبة مرتكبي العنف، لتجنب تكرار تلك الأحداث.
ثانيا، الوضع الإنساني، كما سمعنا، عصيب.
فقد نزح ما يربو على 145,000 شخص.
وانقطع عن العديد من الأشخاص الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية.
هذا غير مقبول.
لذا فإننا ندعو إلى دخول فوري ومنتظم وبلا عوائق للمساعدات الإنسانية، كي يستطيع كل الفاعلين في العمل الإنساني، بما في ذلك المنظمات الدولية، مساعدة مَن هم في أمس الحاجة إليها.
والمملكة المتحدة تقوم بواجبها.
فقد وفرنا ما يزيد على 295,000 دولار أمريكي من الدعم الطارئ في جنوب سورية، لتوفير الخدمات العاجلة من رعاية صحية ومعالجة للصدمات النفسية إلى المتضررين من هذه الأحداث.
كما تصل حبوب من أوكرانيا مموّلة من المملكة المتحدة إلى أهالي درعا والسويداء من خلال برنامج الأغذية العالمى.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن وزير خارجيتنا تخصيص ما يزيد على 124 مليون دولار أمريكي كدعم جديد لسورية.
هذا يتضمن معونات إنسانية عاجلة، ودعم التعافي طويل الأجل من خلال التعليم وسبل كسب العيش، ومساعدة الدول التي تستضيف لاجئين سوريين.
وأخيرا، هذه لحظة مفصلية أخرى.
فالعنف في السويداء فيه تذكير صارخ بضرورة أن يشمل مستقبل سورية كل أطيافها المجتمعية.
إذ نعلم أن السلام والأمن لن يتحققا بدون شمول الجميع.
لهذا السبب، فإننا نطلب من الحكومة السورية أن تضع ذلك في أولوية الانتقال السياسي.
وسوف تواصل المملكة المتحدة عملها مع الحكومة السورية والشركاء في المنطقة للمساعدة في بناء سورية تنعم بالسلام والشمول والاستقرار.
شكرا لكم.